ملاك الحب مبتدئ
عدد المساهمات : 74 تاريخ التسجيل : 06/05/2011
| موضوع: قصيدة لعمرك ما الدنيا بدار بقاء لابو العتاهية الأربعاء أغسطس 17, 2011 8:51 pm | |
|
قصيدة ( لعمرك ما الدنيا بدار بقاء ) لأبو العتاهية
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، أبو إسحاق، ولد في عين التمر سنة 130/747 م، ثم أنتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، وأتصل بالخلفاء، فمدح المهدي والهادي والرشيد.
أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.
وأبو العتاهية كنية غلبت عليه لما عرف به في شبابه من مجون ولكنه كف عن حياة اللهو والمجون، ومال إلى التنسك والزهد، وانصرف عن ملذات الدنيا والحياة، وشغل بخواطر الموت، ودعا الناس إلى التزوّد من دار الفناء إلى دار البقاء وكان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي هارون الرشيد، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه
و لقد اخترت هذه الابيات أرجو ان تنال اعجابكم
لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ؛ ....... كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ
فلا تَعشَقِ الدّنْيا، أُخيَّ، فإنّما ....... يُرَى عاشِقُ الدّنْيا بجُهْدِ بَلاءِ
حَلاوَتُها مَمزُوجَةٌ بمَرارَةٍ؛ ....... وراحَتُها مَمْزُوجَةٌ بعَنَاءِ
فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِ مَخيلَةٍ ....... فإنّكَ من طينٍ، خُلقتَ، وماءِ
لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ لله شاكِراً؛ ....... وقَلّ امرُؤٌ يَرْضَى لَهُ بقَضَاءِ
وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ، ....... وللْهِ إحسانٌ وفضْلُ عَطاءِ
وما الدّهرُ يوماً واحداً في اختلافِه؛ ....... وما كُلّ أيّامِ الفتى بسَوَاءِ
وما هوَ إلاّ يَوْمُ بُؤسٍ وشدّةٍ، ....... ويَوْمُ سُرُورٍ، مَرّةً، ورَخاءِ
وما كلّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُ؛ ....... وما كلّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ
أيَا عَجَباً للدّهرِ لا بلْ لرَيْبِهِ، ....... يُخَرمُ رَيبُ الدّهرِ كلَّ إخاءِ
وشَتّتَ رَيبُ الدّهرِ كلَّ جَماعَةٍ ....... وكَدّرَ رَيبُ الدّهرِ كُلَّ صَفَاءِ
إذا ما خَليلي حَلّ في بَرْزَخِ البِلى، ....... فحَسبي بهِ نَأياً وبُعْدَ لِقَاءِ
أزُورُ قُبُورَ المُتْرَفِينَ فَلا أرَى ....... بَهاءً، وكانوا، قَبلُ،أهل هاءِ
وكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصَريمَةٍ، ....... وكلُّ زَمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِ
يَعِزُّ دِفاعُ المَوْتِ عن كلّ حيلَةٍ، ....... ويَعْيَا بداءِ المَوْتِ كلُّ دَواء
ونَفسُ الفَتى مَسرورَةٌ بنَمَائِها، ....... وللنّقْصِ تَنْمُو كلُّ ذاتِ نَماءِ
وكم من مُفدًّى ماتَ لم يَرَ أهْلَهُ ....... حَبَوْهُ، ولا جادُوا لهُ بفِداءِ
أمامَكَ، يا نَوْمانُ، دارُ سَعادَةٍ ....... يَدومُ البَقَا فيها، ودارُ شَقاءِ
خُلقتَ لإحدى الغايَتينِ، فلا تنمْ، ....... وكنْ بَينَ خَوْفٍ منهُما ورَجاءِ
وفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ما تَعاشَرُوا ....... ولكِنْ كَساهُ اللّهُ ثوْبَ غِطاءِ
| |
|