داني يقود سفينة زينيت FIFA 2010

كان عام 2004 هو بداية تدفق اللاعبين البرتغاليين على الدوري الروسي، ولم يكن النجاح هو حليف الجميع في هذه الرحلة الطويلة من غرب القارة العجوز إلى شرقها، ولكن داني كان واحداً ممن انتصروا لأنفسهم في بلد القياصرة، فكان ولا زال يشكل قوة ضاربة لا يستهان بها في صفوف نادي زينيت سان بطرسبرج.



وليس داني ممن يرهبهم البعد عن الديار بأي شكل من الأشكال؛ فما أن بلغ الخامسة عشرة من العمر حتى غادر فنزويلا، مسقط رأسه، متجهاً إلى الأرض التي ولد بها والداه، إلى جزيرة ماديرا. وهناك دخل عالم كرة القدم عبر بوابة نادي ماريتيمو، ولم يمض وقت طويل حتى التفتت إليه أنظار سبورتينج لشبونة. ورغم أنه لم يظهر بشكل متميز مع فريق الأسود في العاصمة البرتغالية، فقد اختلف الوضع تماماً في روسيا. فقد تألق في البداية مع دينامو موسكو ليصبح انتقاله إلى زينيت بعد ذلك في عام 2008 هو أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم الروسية، حيث بلغت قيمتها حوالي 30 مليون يورو.



ولم يضطر نادي سان بطرسبرج للإنتظار طويلاً قبل أن يجني ثمار هذا الإستثمار الكبير؛ إذ لعب داني دوراً حاسماً في فوز النادي بكأس السوبر الأوروبية UEFA عام 2008، مسجلاً واحداً من الهدفين اللذين فاز بهما الفريق 2-1 على مانشستر يونايتد. ومنذ ذلك الحين مر القناص البرتغالي بالكثير والكثير في مسيرته الكروية، حتى بلغت هذه المسيرة المشرقة أوجها بالمشاركة في نهائيات كأس العالم 2010 FIFA.



وقد انتهت مغامرة البرتغاليين في جنوب أفريقيا عند حد دور الستة عشر، ورغم أن كارلوس كيروش منح داني ثقته في ثلاث من مباريات المنتخب الأربع، لم يتمكن المهاجم البارع من إظهار قدراته الحقيقية، وكان أداؤه متواضعاً في أول تجربة له مع المنتخب على الساحة العالمية الكبرى.



ولكن القصة تسير على نحو مختلف تماماً في روسيا، وما زالت فصولها السعيدة تتوالى في مستهل الدور الثاني من منافسات الدوري. فإلى جانب فرناندو ميرا، وبدءاً من الآن أيضاً إلى جانب برونو ألفيس مدافع نادي بورتو السابق، يواصل داني تقديم عروضه ذات المذاق البرتغالي المميز في صفوف متصدر الدوري، الذي يسير في المقدمة متفوقاً بفارق ثماني نقاط على روبين كازان، بطل الموسمين الماضيين.



والفوز باللقب في روسيا هو حلمه، ولكن الأهداف والطموحات لا تقتصر على البطولة المحلية التي يتفوق فيها داني على كل من سواه في الفريق حتى الآن بأهدافه الخمسة وتمريراته الخمس أيضاً التي ساعد بها زملاءه على هز الشباك.



الهدف هو دوري الأبطال
أثبت داني مرة أخرى في مباراة نهاية الأسبوع ضد ناديه السابق دينامو موسكو أنه أحد الأعمدة الأساسية في نادي زينيت الذي تزيد في أدائه النكهة البرتغالية يوماً بعد يوم، حيث بدأ برونو ألفيس المباراة منذ الدقيقة الأولى كمحور لخط الدفاع، مشكلاً ثنائياً متماسكاً مع فرناندو ميرا. وسوف يخوض الثلاثي البرتغالي هذا الثلاثاء الجزء الأول من مواجهة حاسمة من أجل المستقبل القريب للفريق.



فسوف يلعب زينيت ضد أوكسير في آخر الأدوار التمهيدية قبل دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا UEFA. وستكون سان بطرسبرج هي مسرح مباراة الذهاب التي يضع فيها الروس أملاً كبيراً على داني.



لقد لعب هذا المهاجم القدير دوراً حاسماً في الجولة الثالثة من المباريات التمهيدية للبطولة ضد أونيريا أورزيسيني. فبعد أن انتهت مباراة الذهاب التي جرت في رومانيا بالتعادل بدون أهداف، سجل داني الهدف الوحيد في مباراة الإياب ليضمن تأهل زينيت إلى الجولة التالية ويقترب معه أكثر من تحقيق الحلم.



فبعد الظفر بكأس الاتحاد الأوروبي UEFA وكأس السوبر الأوروبية UEFA عام 2008، يريد زينيت الآن أن يرتقي درجة أخرى إلى أعلى ويشارك في دور المجموعات بأهم بطولة تخوض الأندية غمارها على أرض القارة العجوز. وقد يكون لأداء داني الملهم أثر عظيم في نجاح فريق سان بطرسبرج في تحقيق أهدافه وأحلامه.











مع اطيب التمني بالسعادة والتوفيق