(1)</SPAN>
ساهراً في النهارْ</SPAN>
أُدحرِجُ غيمَ الأمَلْ</SPAN>
عن سماءٍ مُصوَّبةٍ نحوَ قلبٍ مريضِ الأماني</SPAN>
كسهمٍ على قابِ هاويةٍ من قُبَلْ</SPAN>
أُمرِّرُ أهدابَ سَوسنةٍ مزَّقتها الرياحُ</SPAN>
وأُنشبُ ظُفري بعطرِ العسَلْ</SPAN>
لعلِّي أُصادقُ أفراحَ ذاكَ الجمالِ</SPAN>
بما ظلَّ لي من نحيبِ الرمالِ</SPAN>
لعلِّي بعينيَّ أغرزُ راياتِ حُريَّتي في مهبِّ الدمارْ</SPAN>
ساهراً.. حاملاً شهقاتِ الفجيعةِ فوقَ الأصابعِ </SPAN>
مغرورقاً باللهيبِ وبالحبِّ... بالمطَرِ الجافِّ.. بالإستعارةِ..</SPAN>
يبدؤني الماءُ.. يلغي سواحلَ عينينِ من لازوردٍ عميقِ البكاءْ</SPAN>
ساهراً في النهارْ</SPAN>
أُفكِّرُ في لحظةِ الإنكسارْ</SPAN>
(2)</SPAN>
الهواءُ دمٌ يتقطَّرُ من طعنةٍ غيرِ مرئيَّةٍ</SPAN>
هكذا خُيَّلَ الآنَ لي</SPAN>
عندما كنتُ أُمسكُ ديوانَ غيلانَ </SPAN>
أشتمُّ مسكَ العذابِ لذي رمَّةٍ</SPAN>
في تجاويفِ جرحِ الكتابْ</SPAN>
الهواءُ الذي هبَّ من جهةٍ لستُ أعرفها</SPAN>
عطشٌ عارمٌ دائمٌ لدموعِ الجمالْ</SPAN>
لغةٌ لا تطاوعني كي أُداعبَها</SPAN>
ويدٌ من دمقسٍ لفضِّ السؤالْ</SPAN>
السؤالِ المعلَّقِ مثلَ الهلالِ </SPAN>
بكاملِ نقصانهِ وخشونتهِ في الدماءِ </SPAN>
التي سهرتْ عندَ أطرافِ ذاكَ النهارْ</SPAN>
تفكِّرُ في لحظةِ الإنتصارْ</SPAN>
(3)</SPAN>
سآخذُ بعضَ المتاعِ القليلِ لذاكَ المساءْ</SPAN>
أشعَّةَ عينيكِ والنظرةَ التائبةْ</SPAN>
ومياهَ التعَبْ</SPAN>
والطيورَ التي شرَّدَتْ قلبَ طفلٍ أحَّبْ</SPAN>
وبعضَ صفاتِ الربيعِ</SPAN>
وقسوةَ أيلولَ</SPAN>
بستانَ خوخٍ وحقلَ عنَبْ</SPAN>
سآخذُ من عطرِ ليمونةٍ في يديكِ اللَهَبْ</SPAN>
ومن شفتيكِ دماءَ الحطَبْ</SPAN>
ونهراً يُطوِّقُ قامتكِ المُشتهاةَ</SPAN>
وخصرَكِ بالبيلسانِ الجريحِ</SPAN>
ويدخلني كسيوفِ العرَبْ</SPAN>
سآخذُ نارنجةً في أقاصي الخيالِ </SPAN>
وتنهيدةً من فمِ المستحيلْ</SPAN>
وناقوسَ دمعٍ صغيراً صغيراً </SPAN>
وكلَّ قصائديَ المستباحةَ </SPAN>
تلكَ التي لم تجئْ بعدُ أو قُتلتْ في الطريقِ الطويلْ</SPAN>
سآخذُ حزنَ المزاميرِ </SPAN>
آخذُ لونَ الهديلْ</SPAN>
واعترافاتِ شاعرةٍ قتَلَتْ نفسها في ربيعٍ جميلْ</SPAN>
سآخذُ زرقةَ أمطارِ أشعارها</SPAN>
ولوعةَ أزهارها في مهبِّ الفصولْ</SPAN>
والرمادَ المضيءَ الذي يتدفَّقُ من دمِها في ليالي الجليلْ</SPAN>
وفي كأسِ حمصَ التي أينعَتْ مثلَ حقلِ المُحارِ</SPAN>
وطافَتْ بوردٍ قُبيلَ الرحيلْ</SPAN>
وبعدَ اشتعالِ مفاتنها بالندى الكوثريِّ</SPAN>
وبعدَ انطفاءِ أصابعها بمياهِ الصليلْ</SPAN>
سلامٌ على حزنِ وردٍ</SPAN>
سلامٌ على جمرةٍ في قلوبِ الخيولْ</SPAN>
وسلامٌ أخيرٌ أخيرٌ على ما أقولْ</SPAN>
(4)</SPAN>
سأستلُّ قوساً بمفردتينِ وأغمدهُ في حواشي بياضكِ...</SPAN>
أغمدهُ في أقاصي اليبابِ </SPAN>
سأستلُّ قافيةً من حدائقِ عينيكِ يوماً</SPAN>
وأُطلقها في سماءِ العبيرِ</SPAN>
وأُنهي قراءةَ يوسا بكلِّ امتداحاتهِ وانفعالاتهِ العاليةْ</SPAN>
لأبدأَ في كشفِ ذاتي وأسرارها من جديدٍ </SPAN>
وأغرقَ في عالمٍ يتأرجحُ </SPAN>
ما بينَ قلبي وبينَ صدى العاطفةْ</SPAN>
سلامٌ على وخزةِ الحبِّ في القلبِ </SPAN>
والسهمِ في قدَمِ العاصفةْ</SPAN>
(5)</SPAN>
ساهراً في النهارِ أُرتِّبُ أسماءَ أزهارها في القواميسِ</SPAN>
أهذي بما تتركُ الأبجدِّيةُ من مسكها </SPAN>
فوقَ مسربِ عينيَّ</SPAN>
أستمطرُ الدمعَ من مُقلَتيْ ظبيةٍ</SPAN>
من غصونِ أصابعها</SPAN>
من دمٍ ظلَّ يبكي </SPAN>
على جمرةِ الحبِّ في روحها </SPAN>
حينَ تمضي لها وحشةٌ </SPAN>
تقتلُ الذئبَ فيَّ...</SPAN>
وحينَ تجيءْ</SPAN>
تذرذرُ أنهارَها في المهبِّ المضيءْ</SPAN>
(6)</SPAN>
هنالكَ ما بينَ صوتي وبينَ صدى المفردةْ</SPAN>
جفَّتِ الدمعةُ السابعةْ</SPAN>
وجفَّتْ زهوري التي كنتُ أودعتُها</SPAN>
صحنَ بسمتكِ الجامدةْ</SPAN>
ونهرَ الحريرِ الذي في يديكِ </SPAN>
يشقُّ اختلاجاتِ قلبي الوحيدِ بأقصى قرارْ</SPAN>
جفَّتِ البسمةُ التاسعةْ</SPAN>
وتهاوتْ على قدمِ الريحِ </SPAN>
كلُّ أصابعها اليانعةْ</SPAN>
في مَهاوي البحارْ</SPAN>
ساهراً في النهارْ </SPAN>
أُفكِّرُ في لحظةِ الإنكسارْ</SPAN>